قد تكون أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع محيرة وصعبة الملاحظة للأهل؛ لأنها غالبًا لا تتضمن القيء أو القشط كما يحدث في الارتجاع العادي. ففي هذه الحالة، ترتجع محتويات المعدة إلى المريء أو الحلق من دون أن تظهر للخارج، مما يجعل اكتشافها أكثر تعقيدًا. ورغم أن هذه المشكلة شائعة وتتحسن تدريجيًا مع نمو الطفل ونضج جهازه الهضمي، إلا أن بعض الأعراض قد تؤثر على راحة الرضيع، مثل البكاء المتكرر وصعوبة النوم، أو رفض الرضاعة. لذلك، سنوضح في السطور التالية، ما هي أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع ومتى يتوقف الارتجاع الصامت عند الرضع، مع توضيح طرق علاج الارتجاع الصامت عند الرضع.
ما هو الارتجاع الصامت للرضع؟
يُعرف الارتجاع الصامت عند الرضع أيضًا باسم الارتجاع الحنجري البلعومي (LPR). وهو حالة تحدث عندما ترتفع محتويات المعدة إلى الحنجرة والجزء الخلفي من الحلق، والممرات الأنفية. لكن من دون ظهور علامات واضحة، مثل القيء أو حرقة المعدة؛ ولذلك، يُطلق عليه اسم “الارتجاع الصامت”.
يختلف الارتجاع الصامت للرضع عن الارتجاع المريء، الذي عادة ما يسبب ارتجاعًا مرئيًا أو شعور بحرقة، في حين أن الارتجاع الصامت يحدث بشكل خفي يصعب ملاحظته.
يعد شائعًا عند حديثي الولادة، حيث يبدأ غالبًا في الأسابيع الأولى من العمر، ويرجع السبب إلى أن العضلة العاصرة بين المريء والمعدة تكون غير مكتملة النمو. ومع تقدم عمر الطفل ونضج جهازه الهضمي، تقل نوبات الارتجاع تدريجيًا، ويُشفى معظم الأطفال منه مع بلوغهم العام الأول. ومع ذلك ،قد يستمر بعض الأطفال لفترة أطول أو يسبب مضاعفات تستدعي المتابعة الطبية.
ما هي أعراض ارتجاع المرئ الصامت عند الرضع؟

قد يكون من الصعب اكتشاف الارتجاع الصامت عند الرضع؛ لأنهم غالبًا لا يتقيئون بعد الرضاعة، لكن تظهر عليهم علامات أخرى من أبرزها البكاء المستمر وصعوبة تهدئة الطفل بسبب الاضطرابات الهضمية.
تشمل أعراض ارتجاع المريء الصامت عند الأطفال الرضع ما يلي:
- الانفعال والعصبية
- صعوبة النوم
- الاستيقاظ متكررًا
- الاختناق
- احتقان أو انسداد الأنف
- تقوس الظهر أثناء الرضاعة
- السعال المزمن
- رفض الرضاعة أو الأكل
- توقف التنفس (انقطاع النفس)
- التنفس بصوت عالٍ أو أزيز
- بحة أو تغير في الصوت
وقد تؤدي صعوبات التغذية عند بعض الأطفال إلى بطء زيادة الوزن أو فقدانه، وفي الحالات الشديدة قد تسبب سوء تغذية إذا لم تُعالج بشكل سليم.
ما هو سبب الارتجاع الصامت عند الرضع؟
يعد السبب الأكثر شيوعًا لظهور أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع هو عدم اكتمال نمو العضلة العاصرة السفلية للمريء منذ الولادة. هذه العضلة تعمل كصمام بين المريء والمعدة، إذ تفتح لمرور الطعام وتغلق؛ لمنع رجوعه. وبما أن هذه العضلة لا تنضج إلا مع نمو الطفل، فإن الارتجاع يكون طبيعيًا وشائعًا في الأشهر الأولى من الحياة.
كما أن استلقاء الطفل على ظهره لفترات طويلة، خصوصًا قبل أن يتعلم التقلب، عادة بين 4 و6 أشهر، يزيد من فرص رجوع الحليب إلى المريء؛ لأن الجاذبية لا تساعد على بقائه في المعدة.
قد يكون الارتجاع أيضًا أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون من الحالات التالية:
- اضطرابات عصبية، مثل الشلل الدماغي.
- الولادة المبكرة.
- تاريخ عائلي للإصابة بالارتجاع.
- وجود فتق في الحجاب الحاجز.
- ضعف في صمام المعدة العلوي.
متى يجب زيارة طبيب بشأن أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع؟
غالبًا، ما يكون الارتجاع الصامت طبيعيًا وموقتًا عند الرضع. لكن في بعض الحالات، يحتاج الأمر لمراجعة طبيب الأطفال؛ للتأكد من عدم وجود مشكلة أخرى.
عمومًا، يجب زيارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:
- رفض الرضاعة باستمرار أو صعوبة في التغذية.
- ضعف أو بطء زيادة الوزن أو فقدانه.
- سعال مزمن أو تكرار الاختناق أثناء الرضاعة أو بعدها.
- انقطاع النفس أو التنفس بصوت عالٍ.
- بحة الصوت المستمرة.
- تقيؤ متكرر.
- بكاء شديد ومستمر لا يهدأ حتى بعد الرضاعة أو تغيير وضعية الطفل.
متى يتوقف الارتجاع الصامت عند الرضع؟
عادة، ما يبدأ الارتجاع قبل أن يبلغ الطفل 8 أسابيع من عمره، ويخف تدريجيًا مع نمو الجهاز الهضمي. وغالبًا يختفي تمامًا عند بلوغ الطفل عامه الأول.
تعرف على: متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟
ما هو علاج الارتجاع الصامت عند الرضع؟
يمكن تخفيف ومنع أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع من خلال اتباع بعض الإرشادات المنزلية أو عن طريق العلاج الدوائي كالتالي:
العلاجات المنزلية
تتضمن هذه الإرشادات ما يلي:
- احملي طفلكِ في وضع مستقيم عندما يكون مستيقظًا. هذا يساعد على منع خروج السوائل بسهولة.
- بعد الرضاعة، أبقيه في وضع مستقيم لمدة 20 -30 دقيقة، ويفضل أن يكون فوق كتفك.
- قللي الضغط على بطنه قدر الإمكان، لا تشدي الحفاض أو الملابس بشكل ضيق، وتجنبي حمالات الأطفال الضيقة.
- أرضعي طفلكِ في وضعية أكثر استقامة، أي أن تكون ساقا الطفل لأسفل بدلًا من وضعهما بشكل عرضي.
- قدمي له رضعات أصغر حجمًا، لكن أكثر تكرارًا.
- ساعديه على التجشؤ عدة مرات أثناء الرضاعة وبعدها.
- إذا كان التدفق من الثدي سريعًا جدًا، اجلسي للخلف حتى يقل اندفاع الحليب.
- إذا كنتِ ترضعين طفلكِ صناعيًا، جربي زجاجة/حلمة ذات تدفق بطيء.
- في حالة الرضاعة الصناعية، جربي زجاجة أو حلمة ذات تدفق بطيء.
- كل ما تأكلينه يمر إلى طفلك عبر الحليب. قد تزيد بعض الأطعمة مثل، القهوة والشوكولاتة والحمضيات الأعراض سوءًا.
- في بعض الحالات النادرة، يكون السبب عدم تحمل بعض الأطعمة، مثل منتجات الألبان أو القمح.
- لا تقومي بأي تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي إلا بعد استشارة الطبيب؛ للتأكد من حصولك على العناصر الغذائية المهمة.
العلاج الدوائي
إذا كانت أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع شديدة، وتؤثر على وزن الطفل أو تنفسه، فقد يصف الطبيب أدوية تقلل من حموضة المعدة أو أدوية تساعد على تحسين حركة الجهاز الهضمي.
ما هي طريقة نوم الرضيع الذي يعاني من الارتجاع؟
تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، أن نوم الرضيع على ظهره آمن، حتى في حالة الارتجاع، ولا يزيد من خطر الاختناق. فالطفل يمتلك منعكسًا طبيعيًا يجعله يبتلع أو يسعل أي سائل يرتجع، مما يحميه من الاختناق. بل على العكس، يكون خطر الاختناق أعلى عند نوم الطفل على بطنه، بسبب وضعية المريء والقصبة الهوائية.
تعرف على: تجاربكم مع ارتجاع المريء عند الرضع
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين الارتجاع الصامت والارتجاع العادي؟
- الارتجاع العادي: عادة يظهر مع قشط أو قيء ملحوظ بعد الرضاعة، وغالبًا تلاحظ الأم خروج الحليب من فم الطفل.
- الارتجاع الصامت: يحدث فيه ارتجاع لمحتويات المعدة إلى المريء أو الحلق بدون ظهور خروج الحليب، لذلك قد يكون من الصعب اكتشافه.
ما هو عنوان عيادات داون تاون أفضل عيادة لعلاج الارتجاع الصامت عند الرضع؟
تقع عيادات داون تاون في العناوين التالية:
- فرع جدة: (2841 طريق الكورنيش، حي الشاطئ، جدة المملكة العربية السعودية.
هلا تلاحظين أن رضيعك يعاني من البكاء المستمر أو صعوبة في النوم بعد الرضاعة؟ قد تكون هذه من علامات الارتجاع الصامت للرضع. لا تتركي القلق يسيطر عليكِ، احجزى الآن مع عيادات داون تاون، فالتشخيص المبكر والعلاج الصحيح يضمنان راحة طفلك ونموه السليم.
المصادر