تختلف أنواع التوحد من حيث الأعراض ودرجات التأثير على التواصل والسلوك والقدرات المعرفية، مما يجعل كل حالة فريدة بطريقتها الخاصة. يُعرف هذا الاضطراب علميًا باسم اضطراب طيف التوحد، وهو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على طريقة التفكير.
وقد صنف الأطباء التوحد في السابق إلى عدة أنواع، مثل التوحد الكلاسيكي ومتلازمة أسبرجر واضطراب النمو الشامل غير المحدد واضطراب التفكك الطفولي، ومتلازمة ريت. لكن التصنيف الحديث وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس (DSM-5) دمج هذه الأنواع جميعها تحت مظلة واحدة هي اضطراب طيف التوحد، مع تحديد ثلاث درجات رئيسية تعكس مستوى الدعم الذي يحتاجه الفرد في حياته اليومية، من الحالات البسيطة إلى الشديدة.
وفي هذه المقالة، سنوضح أنواع التوحد وأعراضه، ودرجات التوحد وما هو أصعب نوع؟
ما هي أنواع التوحد عند الأطفال؟

يُطلق على التوحد اسم اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)؛ لأنه يضم مجموعة واسعة من الحالات التي تختلف في شدتها وأعراضها من طفل لآخر. وتتضمن هذه الأنواع ما يلي:
متلازمة أسبرجر
تُعد متلازمة أسبرجر من الأشكال الخفيفة ضمن طيف التوحد. يتميز الأطفال المصابون بها بقدرات عقلية طبيعية أو أعلى من المتوسط. وغالبًا ما يكونون قادرين على إدارة حياتهم اليومية بكفاءة. يميل هؤلاء الأشخاص إلى التركيز العميق على مواضيع محددة تثير اهتمامهم، وقد يتحدثون عنها بإسهاب واهتمام بالغ.
وعلى الرغم هذا المستوى الجيد من الذكاء والتطور اللغوي الطبيعي، يواجه المصابون بمتلازمة اسبرجر صعوبات ملحوظة في التفاعل الاجتماعي وفهم الإشارات غير اللفظية، كما قد تظهر لديهم سلوكيات متكررة أو اهتمامات محدودة.
والجدير بالذكر أن مصطلح متلازمة أسبرجر لم يعد يُستخدم بعد تحديث الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، حيث تم دمجه ضمن التشخيص الأشمل المعروف باسم اضطراب طيف التوحد.
اضطراب النمو الشامل غير المحدد (PDD-NOS)
يُلاحظ على الأطفال المصابين بهذا النوع من أنواع التوحد وجود صعوبات في التواصل الاجتماعي وتطور اللغة، وقد يعانون من تأخر في المهارات الحركية، مثل المشي أو استخدام اليدين.
يتم التعرف على هذا الاضطراب من خلال ملاحظة سلوك الطفل وتفاعله مع الآخرين، إذ قد يظهر عليه ضعف في التواصل أو صعوبة في بناء العلاقات الاجتماعية.
ويُشار إليه أحيانًا باسم “التوحد دون العتبة”، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الطفل الذي يُعاني من بعض أعراض التوحد، وليس جميعها.
اضطراب التوحد الكلاسيكي
يعد اضطراب التوحد الكلاسيكي أحد أنواع التوحد الأساسية التي كانت تُستخدم سابقًا في تصنيف اضطرابات طيف التوحد وفقًا لإصدار الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-4).
أطلق هذا المصطلح على الحالات لوصف أعراض التوحد التي تتطلب دعمًا كبيرًا. وقد تتضمن السمات المميزة لهذا النوع ما يلي:
- ضعف أو غياب التعلق العاطفي بالآخرين.
- صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
- استخدام لغة غير منضبطة أو تكرار العبارات دون سياق.
- الانشغال بلمس الأشياء أو تكرار الحركات بطريقة نمطية.
- امتلاك قدرات عالية في مجالات أو الإدراك البصري المكاني، يقابلها ضعف في مجالات أخرى كالتعلم أو المهارات الاجتماعية.
اضطراب التفكك الطفولي
هو شكل نادرٌ وشديدٌ من أنواع التوحد، حيث يمر الطفل بفترة من النمو الطبيعي يتبعها تراجع ملحوظ في المهارات بعد سن الثالثة وحتى سن العاشرة. يشمل هذا التراجع مجالات متعددة، مثل اللغة والتفاعل الاجتماعي والمهارات الحركية، مما يؤدي غالبًا إلى ظهور سمات التوحد الشديد والإعاقة الذهنية.
متلازمة ريت
متلازمة ريت هي اضطراب وراثي نادر في النمو العصبي، يظهر عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر في الغالب على الفتيات، وعلى الرغم من إمكانية ظهوره في بعض الحالات النادرة لدى الأولاد.
تتسم هذه المتلازمة بتراجع تدريجي في القدرات الحركية واللغوية بعد فترة من النمو الطبيعي، مما ينعكس على قدرة الطفل على التواصل والتفاعل الاجتماعي.
تشمل الأعراض الشائعة لمتلازمة ريت ما يلي:
- فقدان الحركة والتنسيق الطبيعيين
- صعوبات في التواصل والكلام
- صعوبات في التنفس في بعض الحالات
ما هي درجات التوحد بالأرقام؟

منذ عام 2013، تم توحيد جميع أنواع التوحد تحت إشراف تشخيص واحد هو اضطراب طيف التوحد، ويُقسم بناءً على درجة الحاجة إلى دعم في الحياة اليومية إلى ثلاث درجات هم كالتالي:
المستوى الأول
يعد هذا المستوى هو الأخف ضمن درجات اضطراب طيف التوحد، حيث يكون الفرد قادرًا على العيش باستقلالية نسبية، لكنه يواجه بعض الصعوبات في التواصل الاجتماعي، والتكيف مع التغيرات في حياته اليومية.
ومن خصائص المستوى الأول ما يلي:
- صعوبة في التفاعل الاجتماعي، وفهم الإشارات غير اللفظية، مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت عند التواصل مع الآخرين.
- حساسية حسية تجاه الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة أو بعض الملابس والروائح.
- ظهور سلوكيات متكررة، مثل رفرفة اليدين أو التأرجح أو التمسك بروتين يومي صارم.
- اهتمامات محدودة وميل قوي للتماثل والروتين، مما يجعل التغيرات المفاجئة مصدر قلق أو اضطراب.
- صعوبة في التكيف مع الانتقال بين الأنشطة أو تغير الروتين اليومي.
- قدرة على الاعتماد الذاتي في العناية الشخصية، مع الحاجة إلى دعم بسيط في مهارات الحياة المستقلة مثل إدارة المال أو التخطيط اليومي.
المستوى الثاني
يُظهر الأفراد المصابون بالتوحد من المستوى الثاني صعوبات اجتماعية وسلوكية أكثر وضوحًا من المستوى الأول، ويحتاجون إلى دعمٍ مستمر في مختلف جوانب حياتهم اليومية.
وتتضمن خصائص المستوى الثاني ما يلي:
- حساسية حسية شديدة تجاه الأصوات أو الأضواء أو اللمس، مع صعوبة في التحكم في ردود الفعل تجاه المثيرات الحسية.
- سلوكيات متكررة واضحة، مثل التأرجح أو التكرار اللفظي، وتكون أكثر تكرارًا وشدة من المستوى الأول.
- صعوبات اجتماعية ملحوظة حتى مع وجود دعم، وغالبًا ما تُلاحظ هذه الصعوبات من اللقاء الأول.
- صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية أو الحفاظ على الصداقات بسبب ضعف مهارات التواصل وفهم الآخرين.
- اعتماد جزئي على الآخرين في مهام الحياة اليومية، مثل الأكل أو الاستحمام أو تذكر الأنشطة الأساسية.
- عدم القدرة على العيش باستقلالية تامة، والحاجة إلى إشراف أو دعم دائم لتلبية احتياجاتهم اليومية.
التوحد من المستوى الثالث
يعد التوحد من المستوى الثالث الأكثر شدة ضمن اضطراب طيف التوحد، حيث يحتاج الأفراد إلى رعاية ودعم دائمين في جميع جوانب حياتهم اليومية. يعاني المصابون في هذا المستوى من ضعف شديد في التواصل والسلوك الاجتماعي، وغالبًا ما يكونون غير ناطقين وغير قادرين على التفاعل مع الآخرين.
وتشمل خصائص المستوى الثالث:
- ضعف شديد أو غياب شبه تام للتواصل اللفظي وغير اللفظي، مع ضعف الإدراك أو انعدام الاهتمام بالنشاط الاجتماعي من حولهم.
- سلوكيات متكررة مستمرة تُستخدم كوسيلة؛ لتهدئة الذات، مثل التأرجح أو رفرفة اليدين، وغالبًا ما تتم بشكل لا إرادي.
- يُرجّح أن يحتاج المصابون بالتوحد من المستوى الثالث إلى دعم في الأكل والشرب والاستحمام، ويحتاجون إلى مُقدّم رعاية شخصي طوال الوقت.
ما هو أصعب أنواع التوحد؟
أصعب أنواع اضطراب طيف التوحد هو التوحد من المستوى الثالث، ويُعد الشكل الأكثر شدة وتعقيدًا ضمن الطيف. في هذا المستوى، يحتاج الفرد إلى دعم مكثف ودائم في جميع مجالات الحياة، نظرًا لوجود صعوبات كبيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، إضافة إلى سلوكيات متكررة وحساسية حسية شديدة تجاه المؤثرات المحيطة. وغالبًا ما يُعاني المصابون من تأخر نمائي ملحوظ أو إعاقات ذهنية مصاحبة تجعلهم غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم في أداء المهام اليومية، مما يستلزم وجود رعاية شخصية متواصلة وإشراف متخصص؛ لضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية وضمان سلامتهم.
في عيادات داون تاون، نوفر لك فريقًا متخصصًا في تشخيص اضطراب طيف التوحد ووضع خطة علاجية فردية تشمل الجلسات السلوكية والتأهيلية المناسبة لاحتياجات طفلك.
تعرف على: كيف أعرف أن ابني سليم من التوحد عمر سنتين؟
ما هو عنوان عيادات داون تاون أفضل عيادة لتشخيص وعلاج التوحد عند الأطفال في جدة؟
تقع عيادات داون تاون في العناوين التالية:
- فرع جدة: (2841 طريق الكورنيش، حي الشاطئ، جدة المملكة العربية السعودية)
لا تنتظر أكثر، احجز موعدك الآن في داون تاون أفضل مركز لعلاج التوحد في السعودية، ودعنا نساعدك على اكتشاف قدرات طفلك وتنميتها بخطوات علمية وآمنة.
المصادر